هل يفعلها رومل العراق؟ /جواد الماجدي

الثلاثاء - 15/10/2019 - 08:55


قد يتحمل رجل او بعض الاشخاص تغيير واقع مجتمع كامل نتيجة تراكمات مأساوية، او واقع يصل الى حد اليأس من إصلاحه، او قد تكون اسباب اخرى مصلحية لفئة معينة، او دفع خارجي لتغيير نظام ما لعدم تطابق أفكاره، ورؤاه ومصالحه مع الاخرين.
الثورة، او الانقلاب على نظام ما او واقع معين قد يكون مكفولا اخلاقيا وعرفيا ان كان هذا النظام، او ذاك لا يؤمن بالحياة الديمقراطية وتبادل السلطة سلميا، شواهدنا كثيرة وما جيفارا، وغاندي، ومانديلا ببعيد عنا ليكونوا خير شاهد، ودليل ومصداقا للانقلابات في المنطقة. 
العراق؛ ومنذ تأسيسه او خروجه من سلطة، وهيمنة الاحتلال الاجنبي وتكوين الملكية، شهد عدة انقلابات لأغراض عديدة، الانقلاب على الملكية، وعلى الشيوعية، واخرها كان ضد نظام البعث بمساعدة او قيادة امريكا. 
عراق اليوم، بعد تعدد الأحزاب، والقوى، والجهات المسلحة، والمليشيات، والاتجاهات، والمصالح الشخصية والحزبية، والطائفية والتدخلات الإقليمية، ودول الجوار، والسياسات والمعسكرات العالمية، والفئوية الضيقة، لا يمكن لشخص، او حتى قوة كبيرة فيه ان تقوم باي عمل عسكري(انقلاب) ما لم ترضي جميع الاطراف الموجودة فيه، ويأخذ كل ذي حق حقه حسب تصورهم، وقياساتهم.
الوضع الحالي بالعراق من عسكرة المجتمع، وتحزب الاعم الاغلب من الشعب، والاسلحة المنتشرة بالشارع، والمليشيات المدججة بأنواع الأسلحة، والولاءات الحزبية جميعها لا تسمح بالانقلابات العسكرية او حتى لا تساعد على خروج مظاهرات، وان كانت سلمية، او مطالبة بأبسط الحقوق.